مراتب الإيمان في القرآن

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 13 أغسطس 2024, 01:08 صباحا
  • 245
تعبيرية

تعبيرية

من يتأمل آيات سورة الأنفال وما تناولته من صفات المؤمنين، سوف يلاحظ أن الآيات في بداية السورة وصفت المؤمنين (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) وكذلك في ختام السورة جاء وصف المؤمنين أيضاً (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) آية 74، لكن هناك بين فرق بين الصفات في الآيتين وهذا الفرق هو إثبات لقانوني النصر، كون صفات المؤمنين هي صفات إيمانية يتحلى بها المؤمنون الذين يثقون بالله وبقدرته وبأن النصر من عنده وجاءت في القسم الأول (القوانين الربّانية)،وفقا لصفحة محبي الدكتور فاضل السامرائي.

وأشارت الصفحة إلى أن الآية 74 قد أعطت صفات المؤمنين المناسبة للأمور المادية والقوانين المادية وجاءت في القسم الثاني للسورة (القوانين المادية) وهكذا مثلت صفات المؤمنين في السورة التوازن بين قوانين النصر الربانية والمادية، لمواجهة التحديات .

وتابعت: فقد جاءت في سورة الأنفال نداءات إلهية للمؤمنين ست مرات بوصف الإيمان (يا أيها الذين آمنوا) كحافز لهم على الصبر والثبات في مجاهدتهم لأعداء الله وتذكير لهم بأن هذه التكاليف التي أمروا بها من مقتضيات الإيمان الذي تحلوا به وأن النصر الذي حازوا عليه كان بسبب الإيمان جاء من خلال العديد من النداءات منها، النداء الأول، والمتمثل في التحذير من الفرار من المعركة والوعيد للمنهزمين أمام الأعداء بالعذاب الشديد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ) آية 15 بينما النداء الثاني: الأمر بالسمع والطاعة لأمر الله وأمر الرسول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ) آية 20، والنداء الثالث: بيان أن ما يدعو إليه الرسول هو العزة والسعادة في الدنيا والآخرة. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) آية 24

والنداء الرابع: بيان أن إفشاء سر الأمة للأعداء هو خيانة لله ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) آية 27، بينما النداء الخامس: التنبيه إلى ثمرة التقوى (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آية 29

وأخير النداء السادس: بيان طريق العزة وأسس النصر بالثبات والصبر واستحضار عظمة الله تعالى والإعتصام بالمدد الروحي الذي يعين على الثبات. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) آية 45

تعليقات