باحث في ملف الإلحاد يرد على شبهة تشابه الإسلام باليهودية: الفرق جوهري في العقيدة والمبدأ
- الثلاثاء 13 مايو 2025
ردّ الباحث في ملف الإلحاد محمد سيد صالح على شبهة يروّج لها البعض، مفادها أن الإسلام واليهودية متشابهان في ادعاء التميز على باقي البشر، حيث يقول اليهود إنهم "شعب الله المختار"، ويقول المسلمون "كنتم خير أمة أُخرجت للناس".
وقال صالح إن الفرق بين العقيدتين كبير، بل لا وجه للمقارنة أصلًا. موضحًا أن اليهودية تقوم على الادعاء بأن الله اختار بني إسرائيل عِرقًا ونسبًا وسلالة، أي أن الاختيار إلهي قائم على الدم والعرق، لا على الإيمان أو السلوك، ومن كان خارج هذا النسب لا يدخل في مفهوم "شعب الله المختار"، حتى وإن اعتنق اليهودية لاحقًا، فإنه يعامل كيهودي في الأحكام، لكنه يظل خارج دائرة "الاختيار الإلهي العِرقي".
وأضاف الباحث أن اليهود يؤمنون بالحلولية، أي أن الله يحلّ في بعض البشر ويمنحهم صفات من صفاته، كالأزلية، وهذا ما يجعلهم يرون أنفسهم مميزين جوهريًا عن سائر الناس.
وعلى النقيض، أوضح صالح أن الإسلام يؤسس فكرته على مبدأ الإيمان والعمل، لا على العرق أو النسب أو اللون، مستشهدًا بقول الله تعالى:
"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"،مبينًا أن كل من آمن بالله ودينه، سواء أكان عربيًا أو أعجميًا، أبيض أو أسود، يُعد من خير الأمم، ولا يتفاضل الناس في الإسلام إلا بالتقوى، كما ورد في الحديث: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى".
وأشار إلى أن سيرة النبي محمد ﷺ جسدت هذه المساواة عمليًا، ففي الليلة الأولى من إعلان الإسلام، جلس بجواره: صهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وأبو بكر العربي، رضي الله عنهم جميعًا، في مشهد يجسّد الوحدة الإيمانية وتلاشي الفوارق الدنيوية.
كما أكد أن القرآن الكريم يقرّ بتنوع الشعوب والقبائل لا للتفاضل، بل للتعارف، مستشهدًا بقوله تعالى: "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
وختم صالح بالقول إن الفرق بين الإسلام واليهودية واضح وجوهري، ويكمن في أن الإسلام دين مساواة وعدل وتقوى، بينما اليهودية ديانة تحصر الفضل في سلالة معينة بزعم أن الله اختصها دون غيرها، داعيًا الباحثين إلى تقوى الله في بحثهم، والنظر بعين البصيرة، لا بعين الهوى أو التشويش.