دكتور يوسف عامر: ضرورة معالجة قضايا التطرف والإلحاد من خلال برامج دعوية حديثة
- الإثنين 05 مايو 2025
تعبيرية
قال المهندس ماهر بقجة، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، إن الدماغ البشري يقوم بعملية معقدة لتحليل المعلومات الحسية وتحويلها إلى استجابات حركية دقيقة، عبر سلسلة من المراحل والمراكز العصبية المتخصصة، ما يدل على عظمة الخلق وإعجاز الصانع سبحانه وتعالى.
وأوضح أن هذه العملية تبدأ عندما تستقبل الحواس الخمس—البصر، والسمع، واللمس، والشم، والتذوق—المحفزات من البيئة المحيطة، وتحولها إلى إشارات كهربائية عصبية. فعلى سبيل المثال، تقوم العين بتحويل الضوء إلى إشارات عصبية تُنقل إلى القشرة البصرية في الجزء الخلفي من الدماغ.
وأضاف أن الإشارات العصبية تُعالج أوليًا في المناطق المتخصصة، مثل القشرة السمعية في الفص الصدغي للمعلومات الصوتية، قبل أن تُرسل إلى مناطق أعلى، كالقشرة الجبهية، حيث تندمج مع الذكريات والخبرات السابقة ليُتخذ القرار المناسب.
وبيّن بقجة أن هذا القرار يُترجم إلى استجابة حركية، حيث تُرسل الإشارات من القشرة الحركية في الفص الجبهي إلى الحبل الشوكي، ومنه إلى العضلات لتنفيذ الحركة المطلوبة، مشيرًا إلى أن المخيخ يؤدي دورًا مهمًا في تنسيق هذه الحركات والحفاظ على التوازن والدقة.
وأكد الباحث أن هذا التكامل الدقيق بين الحواس والمراكز العصبية والجهاز العضلي يُجسّد إعجاز الخالق في تصميم الجهاز العصبي العضلي الحركي، وهو لا ينفك عن أي دابة تدب على الأرض. واستدل بقوله تعالى: "ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم" [هود: 56]، لافتًا إلى أن "الناصية" هي الفص الجبهي من الدماغ، وهو المسؤول عن اتخاذ القرارات وتوجيه الحركات.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن الناصية، التي وصفها الله في موضع آخر بأنها "ناصية كاذبة خاطئة" [العلق: 16]، هي موضع التحكم في السلوك واتخاذ القرارات، سواء لدى الإنسان أو الحيوان، وهي المسؤولة عن إدراك البيئة المحيطة، وتوجيه الجسد للقيام بردود الفعل التي تضمن البقاء، مثل البحث عن الغذاء، والهروب من الخطر، والتكاثر.