كيف تُعيد ترتيب كيمياء دماغك؟.. خطوات علمية وإيمانية لمواجهة الاكتئاب
- السبت 10 مايو 2025
قال الدكتور فاضل السامرائي إن قوله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، يشير إلى أن الكتاب هو التوراة، بينما الفرقان هو ما أُعطي موسى عليه السلام من معجزات ظاهرة، كالعصا وغيرها من الآيات التسع، التي كانت تمييزًا بين الحق والباطل.
وأوضح السامرائي أن ورود "الفرقان" في آية البقرة دون آية القصص، التي جاء فيها: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ)، يعود إلى سياق الخطاب؛ ففي البقرة كان الحديث موجهًا إلى بني إسرائيل الذين شاهدوا الفرقان، لذلك جُمع بين الكتاب والفرقان، بينما في القصص كان الحديث عن الناس عامة الذين لم يشاهدوا تلك المعجزات، فاكتفى بذكر "الكتاب" لأنه هو الذي بقي بعد ذهاب الفرقان، وأصبح بصائر وهداية لمن بعدهم.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في استعمال المفردات، مؤكدًا أن "اليم" يُستخدم في سياقات الخوف والعقوبة، ويدل على الماء الكثير سواء كان نهرًا واسعًا أو بحرًا، بخلاف "البحر" الذي يستخدم غالبًا في سياق النجاة والإغراق، كما في قوله تعالى: (فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ).
وبيّن أن كلمة "يم" لا جمع لها في العربية، خلافًا لكلمة "بحر" التي تُجمع على "أبحر" و"بحار".
واختتم السامرائي بأن هذا التمييز اللغوي من خصوصيات التعبير القرآني المعجز، ويؤكد على بلاغة التنزيل في اختيار الألفاظ بحسب المعاني والمقاصد.